في حديث عبادة بن الصامت عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
«من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل» . أخرجاه.
ما قول طلاب العلم:
قوله: (وكلمته) هل هي إضافة تشريف أو إضافة وصف؟
الجواب :
ما يضاف إلى الله على ثلاثة أنواع:
الأول: معانٍ تقوم بالأعيان والذوات لا تقوم بنفسها؛ فإذا أضيفت إلى الله فإضافتها إضافة صفة إلى موصوفها، ككلام الله في قوله تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ) (التوبة: 6)، وعلم الله في قوله: (لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ) (النساء: 166).
الثاني: أعيان تقوم بنفسها؛ فإذا أضيفت إلى الله فإضافتها إضافة مخلوق إلى خالقه ومملوك إلى مالكه؛ وأضيفت بياناً لشرفها، كروح الله وهو جبريل عليه السلام في قوله تعالى: (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً) (مريم: 17)، وناقة الله في قوله: (ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا) (الشمس: 13).
الثالث: معانٍ المراد بها ذوات تقوم بنفسها؛ فإذا أضيفت إلى الله فإضافتها إضافة مخلوق إلى خالقه كذلك، كقوله تعالى عن عيسى عليه السلام: (وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ) فهو مخلوق بكلمة الله وروح من الأرواح التي خلقها، وكقوله لجنته في الحديث القدسي: "أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي".
فهي إضافة تشريف وخلق من غير جنس "ناقة الله".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى - (9 / 290):
وقال النبي صلى الله عليه وسلم { الريح من روح الله } أي من الروح التي خلقها الله فإضافة الروح إلى الله إضافة ملك لا إضافة وصف إذ كل ما يضاف إلى الله إن كان عينا قائمة بنفسها فهو ملك له وإن كان صفة قائمة بغيرها ليس لها محل تقوم به فهو صفة لله.
فالأول كقوله : { ناقة الله وسقياها } وقوله : { فأرسلنا إليها روحنا } وهو جبريل : { فتمثل لها بشرا سويا } { قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا } { قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا } وقال : { ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا } وقال عن آدم : { فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين }.
والثاني كقولنا : علم الله وكلام الله وقدرة الله وحياة الله وأمر الله.
لكن قد يعبر بلفظ المصدر عن المفعول به فيسمى المعلوم علما والمقدور قدرة والمأمور به أمرا والمخلوق بالكلمة كلمة فيكون ذلك مخلوقا . كقوله : { أتى أمر الله فلا تستعجلوه } وقوله : { إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة } وقوله : { إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه } ومن هذا الباب قوله : { إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة . أنزل منها رحمة واحدة وأمسك عنده تسعة وتسعين رحمة فإذا كان يوم القيامة جمع هذه إلى تلك فرحم بها عباده } ومنه قوله في الحديث الصحيح للجنة : { أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي } كما قال للنار : {أنت عذابي أعذب بك من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها}.
مقول :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=281611