ورد أن الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ رأى ربه 99 مرة، فقال: لو رأيت الله في المرة الــ 100 لسألته عن أفضل عمل يُقرّب منه، فأكرمه الله، فرأى ربه، فقال يا رب: ما أفضل عمل يتقرب إليك عبره المتقربون، فقال: يا أحمد: كلامي، فقال أحمد: بفهم أو بغير فهم، فقال الله: بفهم وبغير فهم، وسؤالي: أولا: ما صحة هذا الخبر؟. ثانيا: هل يصح أن يرى الإنسان ربه، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل: هل رأيت ربك؟ فقال: نور أنى أراه؟ وجزاكم الله خيراً.
ذاك القول موجود بكتاب : مناقب الإمام أحمد بن حنبل لابن الجوزي - تحقيق الدكتور - عبدالمحسن التركي
وهذا رابط تحميل الكتاب :
http://waqfeya.com/book.php?bid=1004 الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحكاية رؤيا الإمام أحمد لربه في المنام ذكرها ابن الجزري في كتابه النشر، وابن الجوزي في كتابه مناقب الإمام أحمد وفي التبصرة، وذكرها الذهبي في سير أعلام النبلاء في الترجمة له، ونحن مع ما تيسر من البحث لم نجد من تعرض لهذه الرؤيا بجرح أوتعديل، وقد سئل عنها ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ فقال: أما عن رؤية الإمام أحمد لربه لا أعرف صحتها، وقد قيل: إنه رأى ربه، ولكني لا أعلم صحة ذلك.
وسئل الشيخ ناصر بن عبد الكريم العقل: هل من الممكن أن يرى الله تعالى في المنام في الدنيا؟ وهل صحت رؤية الإمام أحمد كذلك؟ الجواب: رؤية الله في المنام ليست رؤية حقيقية، لا هي من مثل رؤية المؤمنين ربهم في الجنة، ولا هي من مثل رؤية الناس لربهم في المحشر، ولا هي من مثل رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في المعراج، ولا هي رؤية قلبية ولا رؤية عينية، إنما هي أضغاث أحلام، فإذا رأى الإنسان ربه في المنام، أو ادعى أنه رأى ربه فلا يصدق ولا يكذب، فربما تضرب له الأمثال، فالله سبحانه وتعالى قد يضرب لعبده مثلاً من باب الموعظة أو الرؤيا الصالحة، وأحياناً من باب الفتنة، فيبدو له في منامه أنه رأى ربه، وهذا مثل يضرب وليس رؤية حقيقية كبقية الأحلام، فالإنسان قد يحلم بأنه رأى يوم القيامة والمحشر وأنه رأى الجنة، لكن هذه أمثال تضرب، فهو لم ير الجنة على حقيقتها ولا على قريب من حقيقتها، وقلبه لم يقرب من الحقيقة، فكذلك رؤية الله في المنام أمر لا يقرر على أنه رؤيا حقيقية، إذاً: فالخلاف فيها لا ثمرة له، لأنها أحلام، والأحلام لا حجر عليها، ومع ذلك ينبغي أن يتنبه إلى أنه قد يبدو الشيطان للإنسان في منامه على أنه هو الله، وهذا مما يفتن به أهل البدع، يتدرج بهم الشيطان فيزعم أنه ربهم، ونظراً لعدم فقههم في الدين، ولتأسيسهم دينهم على البدع، قد يشرع لهم الشيطان ويأمر وينهى على أنه هو ربهم، وقد يرون عرشاً على الماء، كما رأى ابن صياد، فيظنون أنه عرش الرحمن، وقد يرون جالساً على العرش وهو الشيطان، ويظنون أنه الرحمن، فهذه أمور كلها من باب الدجل، وهي فتنة لضعاف الدين ولأهل البدع ومسألة أن الإمام أحمد رأى ربه وردت، لكنها محمولة على أنه رآه في الحلم، وليست رؤية حقيقية، لا قلبية ولا عينية. اهـ
وعليه، فما ذكرته من حديث: نور أنى أراه؟ لا يرد هنا، لأنه في الرؤية الحقيقية لا المنامية، وراجع فيها الفتوى رقم: 121588.
وراجع الفتوى رقم: 8271 .
والله أعلم.
منقول من
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=207157